الأهلي لم نخاطب فيفا لوضع شعار "بطل القارات الثلاث".

لطالما كان نادي الأهلي المصري واحدًا من أبرز الأندية في كرة القدم العالمية، ليس فقط على المستوى المحلي والإفريقي، بل أيضًا على الصعيدين العربي والدولي تاريخ طويل من البطولات والإنجازات جعل من النادي الأهلي اسمًا يُضرب به المثل في كرة القدم، ليس فقط في مصر أو إفريقيا، بل في العالم بأسره في السنوات الأخيرة، نجح الأهلي في إضافة إنجازات جديدة إلى رصيده التاريخي، وأثبت مجددًا مكانته بين أعرق الأندية على مستوى العالم ومن بين أبرز هذه الإنجازات هو تتويجه بلقب "بطل القارات الثلاث" بعد فوزه ببطولات دوري أبطال إفريقيا، وكأس السوبر الإفريقي، وكأس العالم للأندية، وهي إنجازات تمثل أعلى درجات النجاح القاري والدولي.

 الأهلي لم نخاطب فيفا لوضع شعار "بطل القارات الثلاث"

وفي إطار هذه الإنجازات، أثيرت تساؤلات عديدة عن إمكانية وضع النادي الأهلي شعارًا جديدًا يحمل لقب "بطل القارات الثلاث" على قميصه، ليُضاف إلى شعاراته التاريخية الأخرى، مثل "نادي القرن" و"أكثر الأندية تتويجًا" ومع ذلك، أكدت إدارة النادي في تصريحات عديدة أن الأهلي لم يتقدم بطلب رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لوضع هذا الشعار على قميصه، في هذا المقال، سنناقش تفاصيل إنجاز "بطل القارات الثلاث"، ولماذا لم يتقدم الأهلي بطلب رسمي إلى الفيفا لوضع هذا الشعار على قميصه، بالإضافة إلى كيفية تعاطي النادي مع هذا الإنجاز الكبير في سياق تاريخه الحافل.

إنجاز "بطل القارات الثلاث":

قبل الحديث عن تفاصيل عدم التقدم بطلب للفيفا، يجب أن نلقي الضوء على معنى إنجاز "بطل القارات الثلاث"هذا اللقب يشير إلى فوز النادي الأهلي بأكبر بطولات قارية في ثلاث قارات مختلفة، وهي:

1.دوري أبطال إفريقيا: 

البطولة الأهم في القارة السمراء، والتي توج بها الأهلي عدة مرات، ليرسخ مكانته كأكثر الأندية فوزًا باللقب في تاريخ المسابقة.

2.كأس السوبر الإفريقي:

 البطولة التي تجمع بطل دوري الأبطال مع بطل كأس الاتحاد الإفريقي، والتي حققها الأهلي في عدة مناسبات.

3.كأس العالم للأندية: 

بطولة تُنظم كل عام بمشاركة الأندية البطلة من كل قارات العالم، والتي تمثل قمة المنافسات بين الأندية العالمية.

* إجمالًا، يُعتبر النادي الأهلي الفريق الوحيد الذي استطاع التتويج بهذه البطولات الثلاث، ليحقق إنجازًا يُعد غير مسبوق على مستوى الأندية الإفريقية والعالمية فوزه بكأس العالم للأندية، إلى جانب النجاحات المستمرة في دوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي، جعل من الأهلي بطلًا عالميًا في نظر الكثيرين، وأدى إلى تزايد الدعاوى المطالبة بأن يتم تكريمه من قبل الفيفا بوضع شعار "بطل القارات الثلاث" على قميصه.

السبب في عدم التقدم بطلب إلى الفيفا:

على الرغم من النداءات والمطالبات الجماهيرية والإعلامية بوضع شعار "بطل القارات الثلاث" على قميص الأهلي، أكدت إدارة النادي الأهلي أنه لم يتم التقدم بأي طلب رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بهذا الخصوص وفي تصريحات مختلفة لمسؤولي النادي، تم التأكيد على أن الأهلي يعتبر نفسه بالفعل "بطل القارات الثلاث" بناءً على إنجازاته، وأنه لا يحتاج إلى خطاب رسمي من الفيفا لتأكيد ذلك، إدارة الأهلي ترى أن هذه الإنجازات تتحدث عن نفسها وأنه لا حاجة لأن يكون هناك تعبير رسمي من الفيفا لتوثيق هذا اللقب، حيث إن الاعتراف بهذه البطولات وتحقيقها على أرض الواقع هو أكبر دليل على القيمة الحقيقية لهذا الإنجاز الأهلي يرى أن هذه الألقاب ليست مجرد شعارات على قميصه، بل هي تمثل إرثًا طويلًا من العمل الجاد والتفاني في سبيل تحقيق النجاح، وهي تعبير حي عن مكانة النادي في عالم كرة القدم.

الفيفا والشعارات على القمصان: 

لم يكن هذا الموقف مفاجئًا بالنسبة للبعض، حيث أن الفيفا، على مدار تاريخها، كانت حريصة على توثيق الإنجازات الرياضية الكبرى، لكن وضع شعارات خاصة على القمصان أمر نادرًا ما يحدث عادةً ما يعتمد الفيفا على منح الجوائز والتكريمات من خلال الألقاب الرسمية في المناسبات الكبرى، مثل جوائز أفضل لاعب في العالم، أو كأس العالم للأندية، أو الجوائز السنوية التي يتم تقديمها من خلال الحفل الرسمي للفيفا، لكن وضع الشعار الخاص على قميص الفريق، خاصة عندما يتعلق الأمر بلقب قاري أو عالمي، يتطلب عادةً إجراءًا رسميًا من الاتحاد المعني على سبيل المثال، وضع بعض الأندية الأوروبية الكبرى شعارات تتعلق بالإنجازات المحلية أو القارية على قمصانهم، مثل ليفربول الذي وضع شعار "بطل دوري أبطال أوروبا" بعد فوزه بالبطولة، لكن هذه الخطوات كانت دائمًا بعد موافقة الفيفا أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" وبالتالي، فإن الأهلي لم يسعى للحصول على موافقة رسمية من الفيفا لتوثيق هذا الشعار، بل اكتفى بتأكيد هذه الإنجازات من خلال أدائه في الملاعب فقط.

 "بطل القارات الثلاث" داخل الأهلي:

رغم أن النادي الأهلي لم يتقدم رسميًا بطلب إلى الفيفا لوضع شعار "بطل القارات الثلاث" على قميصه، إلا أن هذا الإنجاز أصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية النادي فحتى دون الشعار الرسمي، يواصل الأهلي تسويق نفسه على أنه بطل القارات الثلاث من خلال الاحتفال بهذا الإنجاز في مختلف المحافل في كل مناسبة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، يذكّر الأهلي الجميع بتاريخه العظيم، خاصة في البطولات القارية والعالمية، وتجسد هذه الفكرة في الاحتفالات داخل النادي، حيث يحرص الأهلي على إبراز هذا اللقب في مقراته وبين جماهيره، إضافة إلى رفع هذه البطولات في المناسبات الخاصة، مثل العروض الترويجية للموسم الجديد، أو في التغطيات الإعلامية المتعلقة بأحداث الفريق ليس هناك حاجة لموافقة من الفيفا فالأهلي يحمل في طياته لقب "بطل القارات الثلاث" كجزء من هويته التاريخية.

كيف يؤثر هذا الإنجاز على الأهلي في المستقبل؟

يُعتبر إنجاز "بطل القارات الثلاث" بمثابة دافع كبير للفريق لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل فالأهلي، الذي اعتاد على أن يكون في القمة، يعمل على الحفاظ على تفوقه في البطولات القارية والدولية، حيث بات الفريق يسعى لتحقيق المزيد من الألقاب الدولية والإقليمية، متسلحًا بروح التحدي والطموح التي تتمتع بها أجياله الجديدة، الأهلي لا ينظر إلى هذا الإنجاز على أنه نهاية الطريق، بل هو بداية مرحلة جديدة في تاريخه، مليئة بالتحديات والمنافسات القوية على جميع الأصعدة وهذا الشعار يمثل للاعبي الأهلي وجماهيره إشارة إلى ضرورة الحفاظ على هذا التفوق والتأكد من أنه يمكن تحقيق المزيد من النجاحات.

إن قرار الأهلي بعدم مخاطبة الفيفا لوضع شعار "بطل القارات الثلاث" على قميصه يعكس فلسفة النادي في تقدير الإنجازات وعدم التباهي بها بشكل مبالغ فيه الأهلي يرى أن أهم ما يميز إنجازاته هو العمل الجاد والاصرار على التفوق، وأن هذه الألقاب لا تحتاج إلى تعبير إضافي لتأكيدها النادي الذي يمثل واحدًا من أعرق الأندية في العالم يواصل سعيه نحو التميز، ويظل التاريخ شاهدًا على إنجازاته الكبيرة في جميع المحافل الرياضية.