سليمان: سأطلب عدم انضمام لاعبي الزمالك لمنتخب مصر بسبب طريقة التعامل معهم.
في الفترة الأخيرة، تزايدت التساؤلات حول الوضع الراهن في كرة القدم المصرية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الأندية الوطنية ومنتخب مصر، وقد أثار تصريح حديث من أحد المسؤولين في نادي الزمالك ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية.
![]() |
سليمان: سأطلب عدم انضمام لاعبي الزمالك لمنتخب مصر بسبب طريقة التعامل معهم. |
هذا التصريح جاء على لسان أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، الذي صرح بأنه سيتقدم بطلب لعدم انضمام لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي إلى صفوف منتخب مصر بسبب طريقة تعامل الاتحاد المصري لكرة القدم مع لاعبي الزمالك بشكل خاص، والتي وصفها بأنها غير منصفة وغير عادلة.
الخلفية التاريخية للأزمة:
منذ عدة سنوات، دأب مسؤولو نادي الزمالك على الشكوى من سوء معاملة لاعبيهم في المنتخب، إذ يشعرون أن اللاعبين من أندية أخرى، خاصة النادي الأهلي، يحظون بمعاملة مميزة سواء في اختيارهم أو في استدعائهم للمباريات الدولية هذه الشكاوى أصبحت تتكرر بشكل متزايد بعد تولي المدربين الجدد للمنتخب الوطني، حيث يرى البعض في الزمالك أن المعايير التي يتم من خلالها اختيار اللاعبين لا تكون موضوعية وتعتمد في كثير من الأحيان على الانتماءات والانحيازات الشخصية أحمد سليمان، الذي شغل سابقًا منصب مدير كرة القدم في نادي الزمالك، أصبح يُعرف بكونه أحد المنتقدين الرئيسيين لآلية تعامل الاتحاد المصري مع الزمالك وأكد سليمان في تصريحات إعلامية أنه يتعرض لضغوطات كبيرة من مسؤولي النادي لرفع هذا الملف إلى أعلى المستويات من أجل الضغط على الاتحاد المصري لكرة القدم لإجراء تغييرات ملموسة في طريقة التعامل مع لاعبي الزمالك.
التأثيرات السلبية على اللاعبين:
ما يثير القلق في تصريحات سليمان هو تأثير هذه المعاملة غير العادلة المحتملة على اللاعبين أنفسهم حيث إن لاعبي الزمالك الذين يشعرون بعدم المساواة في فرص الانضمام للمنتخب قد يفقدون جزءًا كبيرًا من دوافعهم وطموحاتهم لتحقيق النجاح على المستوى الدولي اللاعبون الذين يتفوقون في الأداء على أرض الملعب ويرون أنفسهم غير مدعوين للمنتخب بناءً على معايير غير واضحة أو مشوهة، من المحتمل أن يتأثروا نفسيًا وبدنيًا في مسيرتهم هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا لإدارة نادي الزمالك، التي يجب عليها التعامل مع هذه المشاعر السلبية لدى اللاعبين، وإيجاد السبل للحفاظ على مستواهم الفني العالي رغم التقاعس عن استدعائهم إلى المنتخب كما أن غياب هؤلاء اللاعبين عن المنتخب قد يؤدي إلى ضعف فرص الفريق الوطني في البطولات الدولية الكبرى، وهو ما سيؤثر أيضًا على سمعة الكرة المصرية في العالم.
الانتماء بين الأندية والمنتخب:
واحدة من القضايا الشائكة التي يتم تناولها في هذا السياق هي مسألة الانتماء بين الأندية والمنتخب الوطني في مصر، لا يزال هناك نوع من الولاء الكبير للأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك، وهو ما قد يؤدي إلى بعض التحيزات في الاختيارات إلا أن المنتخب الوطني يجب أن يكون فوق الأندية، حيث يجب أن يتم اختيار اللاعبين بناءً على أدائهم في المباريات المحلية والدولية فقط، دون النظر إلى ألوان القمصان من المهم أن يتخلص الاتحاد المصري من هذه الانتماءات الضيقة التي تعوق تطبيق سياسة اختيار شاملة وعادلة للاعبين. عندها فقط سيكون لدى جميع الأندية نفس الفرصة في أن يساهم لاعبوها في منتخب مصر، مما يعزز من قوة الفريق الوطني على مستوى العالم.
التساؤلات حول العدالة والشفافية في الاختيارات:
من غير المستغرب أن يثير تصريح سليمان العديد من التساؤلات حول العدالة والشفافية في عملية اختيار اللاعبين للمنتخب إن أحد المبادئ الأساسية التي يجب أن تحكم كرة القدم هي أن يتم اختيار اللاعبين بناءً على أدائهم الجيد في المباريات سواء على مستوى الأندية أو على المستوى الفردي لكن الملاحظ في بعض الأحيان هو وجود غياب للشفافية فيما يتعلق بمعايير اختيار اللاعبين على سبيل المثال، في بعض المباريات الودية أو البطولات السابقة، كانت هناك اعتراضات على استبعاد بعض اللاعبين المميزين في الدوري المصري، بينما كان يتم استدعاء لاعبين آخرين قد لا يكونون بنفس المستوى الفني هذا قد يعزز من الإحساس بعدم العدالة لدى بعض الأندية وجماهيرها.
البحث عن الحلول: تغيير في السياسة أم تطور طبيعي؟
رغم هذه الانتقادات، فإنه من الضروري أن يتم البحث عن حلول جذرية لهذه الأزمة لا يمكن أن تبقى الأمور على ما هي عليه، حيث يجب أن يتعاون اتحاد كرة القدم مع الأندية، بما في ذلك نادي الزمالك، لتحسين عملية الاختيار والحد من أي تحيزات قد تؤثر على مصلحة المنتخب الوطني إحدى الحلول المحتملة تكمن في تطبيق معايير أكثر وضوحًا وشفافية لاختيار اللاعبين، مثل تحديد تقييمات دقيقة لأداء اللاعبين في كل مباراة محلية ودولية، مما يجعل الاختيارات أكثر عدلاً من الناحية الفنية كما ينبغي أن يكون هناك حوار دائم بين الاتحاد المصري لكرة القدم والأندية، ليتم التأكد من أن جميع الأندية تمثل في المنتخب بشكل عادل.
في النهاية، يبقى من الأهمية بمكان أن يتحد الجميع من أجل المصلحة العامة للكرة المصرية فمنتخب مصر يجب أن يكون تمثيلًا لكل الأندية المصرية دون تمييز، بحيث يكون معيار الانضمام له فقط هو الأداء والقدرة على تقديم إضافة حقيقية للفريق الوطني ولهذا، ينبغي على الاتحاد المصري لكرة القدم اتخاذ خطوات ملموسة لضمان أن يتم التعامل مع كل الأندية ولاعبيها بشكل متساوٍ، لذا، فإن الدعوة التي أطلقها سليمان لعدم انضمام لاعبي الزمالك للمنتخب تعد نقطة انطلاق للحوار حول ضرورة إصلاحات جوهرية في طريقة التعامل مع اللاعبين من مختلف الأندية، لتفادي تفشي روح الانقسام بين الأندية والمنتخب إن حل هذه القضايا سيعزز من قوة منتخب مصر، ويسهم في تطوير مستوى كرة القدم في البلاد بشكل عام.
رائع
ردحذف