مبابي لا يريد اللعب مع فرنسا مجددا في وجود ديشامب.
كيليان مبابي، النجم الفرنسي الشاب وواحد من أبرز لاعبي كرة القدم في العالم اليوم، يعتبر رمزًا رياضيًا من نوع خاص بفضل مهاراته العالية وسرعته الفائقة وتسجيله للأهداف لكن مؤخرًا، تضاعفت الأحاديث حول وجود خلافات متصاعدة بين مبابي ومدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب، حتى وصلت الشائعات إلى أن مبابي لا يرغب في تمثيل منتخب فرنسا مجددًا طالما بقي ديشامب على رأس الجهاز الفني.
![]() |
مبابي لا يريد اللعب مع فرنسا مجددا في وجود ديشامب |
فما هي تفاصيل هذا الخلاف، وما هي أسبابه، وكيف يمكن أن يؤثر على مستقبل اللاعب والمنتخب الفرنسي؟
خلفية عن مسيرة مبابي مع المنتخب الفرنسي:
بدأ كيليان مبابي مشواره مع المنتخب الفرنسي في عام 2017 وهو في سن الثامنة عشرة فقط، وأثبت نفسه بسرعة بفضل أدائه الرائع الذي ساعد فرنسا في تحقيق كأس العالم 2018 تألقه في البطولة، وخصوصًا في المباراة النهائية ضد كرواتيا، جعله نجمًا عالميًا محبوبًا بين مشجعي الكرة في فرنسا وحول العالم ومع ذلك، فقد شهدت مسيرة مبابي مع المنتخب الفرنسي بعد ذلك بعض التعثرات، وخاصة خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020، حين أضاع ركلة جزاء حاسمة تسببت في خروج فرنسا من البطولة، في أعقاب هذه الانتكاسة، بدأت تتسرب إشارات حول اختلاف في الرؤى بين مبابي وديشامب، حيث لم يكن مبابي راضيًا تمامًا عن الأسلوب الدفاعي الذي يعتمد عليه المدرب في بعض المباريات، وأعرب عن رغبته في لعب دور هجومي أكبر يتماشى مع إمكاناته وسرعته.
بداية التوتر بين مبابي وديشامب:
ازدادت التوترات بين مبابي وديشامب خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة مع تطور مستوى مبابي وازدياد تأثيره في الأندية الأوروبية، مما جعله يطمح لدور أكبر في المنتخب ومع ذلك، يشعر مبابي بأن ديشامب لم يعطه المساحة الكافية ليكون قائدًا هجوميًا رئيسيًا في المنتخب، وهو ما قيد من قدرته على الإبداع داخل الملعب، تشير بعض التقارير إلى أن مبابي يعتبر أن خطط ديشامب التكتيكية قديمة وتعتمد على الدفاع المفرط، وهو ما لا يناسب أسلوبه الهجومي ففي نظره، يحتاج المنتخب الفرنسي إلى فلسفة هجومية أكثر انفتاحًا تناسب المواهب الشابة مثل مبابي وعدد من اللاعبين الآخرين، الذين يتمتعون بمهارات فردية وقدرات على تسجيل الأهداف.
رغبة مبابي في الابتعاد عن المنتخب تحت قيادة ديشامب:
مع تزايد هذا الخلاف، بدأت تتسرب شائعات بأن مبابي يفكر في الانسحاب من المشاركة مع المنتخب الفرنسي طالما أن ديشامب لا يزال يشغل منصب المدرب هذه الشائعات أخذت زخماً خاصاً بعد عدة لقاءات دولية حيث ظهر مبابي بأداء متباين، مما أثار شكوك البعض حول مدى التزامه وحماسه للعب تحت قيادة ديشامب، يرى بعض المحللين أن مبابي يريد التأثير بشكل أكبر على القرارات داخل المنتخب، وهذا ما يتعارض مع طريقة ديشامب المعروفة بتفضيله التماسك والانضباط الجماعي وقد تحدثت تقارير عن أن مبابي يشعر أن الدور الذي يلعبه في نادي باريس سان جيرمان، حيث يتمتع بحرية هجومية كاملة، يناسبه أكثر من الدور الذي يعطى له في المنتخب تحت إشراف ديشامب.
آراء ديشامب والإدارة الفرنسية حول الخلاف:
من جانبه، لم يُظهر ديشامب علانية انزعاجه من تصرفات مبابي أو تصريحاته المحتملة، لكنه أكد في أكثر من مناسبة على أهمية الالتزام بروح الفريق وعدم التركيز على الفردية يشدد ديشامب على أن المنتخب الفرنسي يمتلك فلسفة تعتمد على التكامل بين اللاعبين والعمل الجماعي، ويرى أن هذا هو السبيل الأمثل لتحقيق النجاح في البطولات الكبيرة،
أما إدارة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فتبدو في موقف دقيق وحساس، حيث يجب أن توازن بين الحفاظ على رضا مبابي كنجم المنتخب، وبين دعم مدرب نجح في تحقيق إنجازات كبيرة لفرنسا من المعروف أن ديشامب كان سببًا رئيسيًا في تتويج فرنسا بكأس العالم 2018، ويُحترم في الأوساط الرياضية الفرنسية بسبب نجاحاته وخبرته التدريبية.
التحديات والتداعيات المحتملة على المنتخب الفرنسي:
إذا استمر الخلاف بين مبابي وديشامب، فقد يترتب على ذلك عواقب جسيمة بالنسبة للمنتخب الفرنسي مبابي يعد أحد الأعمدة الرئيسية للمنتخب، وغيابه عن المباريات القادمة قد يؤثر بشكل كبير على حظوظ الفريق في المنافسات الدولية فمبابي، رغم صغر سنه، يمثل عنصرًا مهمًا بفضل سرعته ومهاراته التهديفية التي يمكن أن تشكل فارقًا في المباريات الحاسمة، كما أن غياب مبابي قد يفتح باب التساؤلات حول استراتيجية المنتخب الفرنسي في المرحلة المقبلة، وهل يجب على الاتحاد الفرنسي التفكير في استبدال ديشامب بمدرب آخر يمتلك رؤية تكتيكية تتناسب أكثر مع جيل اللاعبين الحالي.
موقف الجماهير ووسائل الإعلام:
الجماهير الفرنسية منقسمة حول هذا الموضوع، فبينما يرى البعض أن ديشامب يستحق الاستمرار نظرًا لإنجازاته مع المنتخب، يعتقد آخرون أن على المنتخب الفرنسي تبني أسلوب لعب أكثر هجومية يلائم مواهب اللاعبين الحاليين وسائل الإعلام أيضًا تتابع عن كثب تطورات الخلاف، وتساهم في تضخيم الأمر عبر التركيز على كل تصريح أو إشارة من كلا الطرفين، هناك أيضًا بعض الانتقادات لمبابي من جانب الجماهير، حيث يعتبر البعض أن مطالبه قد تكون مبالغ فيها، وأن دوره في الفريق يجب أن يخضع لتوجيهات المدرب مثل بقية اللاعبين بينما يشعر آخرون بأن نجمًا بحجم مبابي له الحق في أن يكون له دور أساسي في تحديد مسار الفريق، خاصة وأنه يمثل مستقبل كرة القدم الفرنسية.
السيناريوهات المحتملة لحل الخلاف:
هناك عدة سيناريوهات ممكنة لحل هذا الخلاف المستمر. قد يقرر ديشامب، في حال استمرار الضغط عليه، فتح حوار مباشر مع مبابي لحل الخلافات وتوضيح الدور الذي يلعبه في الفريق، خاصة وأن المنتخب الفرنسي يحتاج لاستقرار خلال السنوات القادمة السيناريو الآخر هو تدخل إدارة الاتحاد الفرنسي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، أو ربما حتى التفكير في مستقبل جديد للمنتخب، أيضًا، من الممكن أن تتغير الأمور إذا ما تألق المنتخب في البطولات القادمة، حيث قد يجد مبابي نفسه مضطرًا للعودة والمشاركة مع المنتخب الوطني إذا لاحظ وجود تغيير في أسلوب اللعب أو زيادة تأثيره في القرارات التكتيكية.
الخلاف بين كيليان مبابي وديدييه ديشامب يلقي بظلاله على مسيرة المنتخب الفرنسي ويضعه أمام تحديات جديدة فمع ازدياد تطلعات الجماهير، تظل هذه المسألة مصدر قلق، حيث يأمل المشجعون أن يتم إيجاد حل سريع يضمن استمرار تألق مبابي مع المنتخب واستمرار الفريق في المنافسة على الألقاب.
رائع
ردحذف