لامبارد يعود للتدريب.
بعد فترة قصيرة من التوقف، عاد فرانك لامبارد، النجم السابق لكرة القدم الإنجليزية، إلى ساحة التدريب مجددًا ولكن هذه المرة لا يحمل لامبارد لقب اللاعب، بل أصبح أكثر خبرة ومعرفة بالجانب الفني والإداري للعبة عودة لامبارد للتدريب تأتي في وقت حساس بالنسبة له، بعد تجربتين مهمتين كمدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أظهر قدرته على التأثير في فرق كبيرة مثل تشيلسي وإيفرتون.
![]() |
لامبارد يعود للتدريب |
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتحقق النجاح في مهمته الجديدة؟ وهل سيستطيع لامبارد أن يُعيد إلى عالم التدريب بريقه الذي كان عليه كلاعب؟
" لامبارد" من لاعب إلى مدرب:
فرانك لامبارد هو أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ إنجلترا، وأسطورة نادي تشيلسي، حيث لعب للفريق طوال فترة طويلة، وحقق العديد من الألقاب المحلية والدولية يُعتبر لامبارد، الذي سجل أكثر من 200 هدف مع تشيلسي، واحدًا من أفضل لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم بفضل رؤيته الممتازة للملعب، وقدرته على تسجيل الأهداف، فضلاً عن دوره القيادي داخل المستطيل الأخضر لكن بعد اعتزاله في عام 2017، تحول لامبارد إلى مجال التدريب بدأ مسيرته التدريبية في نادي ديربي كاونتي، الذي كان يُعتبر في ذلك الوقت أحد أندية الدرجة الأولى في إنجلترا ورغم صغر تجربته، تمكن لامبارد من قيادة ديربي كاونتي إلى نهائي البلاي أوف في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما لفت الأنظار إليه وفي عام 2019، تولى تدريب نادي تشيلسي، حيث قدم موسمًا جيدًا على الرغم من العقوبات المفروضة على النادي من قبل الفيفا والتي حالت دون إجراء صفقات.
العودة إلى تشيلسي:
فرانك لامبارد عاد إلى ناديه الأم تشيلسي في عام 2019 بعد فترة قاسية من الفشل الذريع تحت قيادة المدرب ماوريسيو ساري كان الموسم الأول لامبارد مع الفريق مليئًا بالتحديات، خاصة في ظل غياب الصفقات، لكنه نجح في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وأثبت أنه يستطيع بناء فريق شاب يمتلك إمكانيات كبيرة ولكن في موسم 2020-2021، ومع إتمام الصفقات الضخمة مثل تيمو فيرنر، حكيم زياش، ورفائيل لياو، لم يحقق لامبارد النجاح المتوقع، وتمت إقالته بعد سلسلة من النتائج السلبية كان هذا بمثابة درس قاسي بالنسبة له، لكنه أيضًا فرصة لتطوير أسلوبه وأفكاره التدريبية.
تجربته مع إيفرتون:
بعد مغادرته تشيلسي، اتجه لامبارد إلى إيفرتون في محاولة لإعادة إحياء فريق يواجه صعوبة في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن الأمر سهلاً، حيث كانت هناك تحديات عديدة، بداية من ضعف الأداء العام للفريق، وصولاً إلى مشكلة الرواتب والعلاقات مع اللاعبين على الرغم من محاولاته العديدة لإعادة تشكيل الفريق، فشل لامبارد في قيادة إيفرتون للبقاء في الدوري، وتمت إقالته في عام 2023 تجربة لامبارد مع إيفرتون كانت مليئة بالدروس القاسية حول واقع العمل مع فرق متوسطة المستوى وكيفية التعامل مع الأزمات المالية والفنية، لكن هذه التجربة جعلته أكثر نضجًا في فهم لعبة التدريب.
عودة لامبارد إلى التدريب:
العودة الحالية لفرانك لامبارد إلى التدريب تأتي في وقت حاسم، حيث يسعى إلى استعادة بريقه وتحقيق النجاح مع فريق يحتاج إلى إصلاحات جذرية لا شك أن لامبارد يمتلك المؤهلات اللازمة ليكون مدربًا ناجحًا، خاصة مع خبرته الكبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكن تحديات كبيرة تنتظره، ومن أبرز هذه التحديات:
إعادة بناء الثقة:
بعد تجربتين لم تكن نهايتهما بالنجاح المأمول، سيكون على لامبارد أن يعيد بناء الثقة بينه وبين اللاعبين والإدارة والجماهير ففي عالم كرة القدم، لا يعتبر المدرب "نجحًا" إلا إذا حقق نتائج ثابتة ومبشرة.
التعامل مع الضغوط الإعلامية والجماهيرية:
في حال لم يحقق لامبارد النتائج المرجوة، فإن وسائل الإعلام والجماهير لن تتردد في انتقاد أسلوبه وأدائه هذا يشكل ضغطًا نفسيًا على المدرب، خاصة في الدوري الإنجليزي الذي يعرف بشدة المنافسة.
التعامل مع اللاعبين المتنوعين:
كرة القدم الحديثة أصبحت أكثر تنوعًا وتعقيدًا، ومع تزايد التوقعات من اللاعبين والمدربين على حد سواء، سيكون لامبارد مطالبًا بإدارة فريق متنوع في الأسلوب والقدرات من الضروري أن يتمكن من الاستفادة القصوى من إمكانيات لاعبيه، سواء كانوا من الشباب الصاعدين أو النجوم المخضرمين.
أسلوب التدريب والتكتيك:
من الجوانب التي يجب على لامبارد تطويرها هي فلسفته التكتيكية، التي عانت في فترات سابقة من غموض وعدم استقرار في العودة الحالية، سيكون عليه أن يتعلم من أخطائه السابقة ويضع استراتيجية واضحة مبنية على مزيج من اللعب الجماعي والانضباط الدفاعي.
هل يستطيع لامبارد العودة إلى القمة؟
السؤال الأبرز الآن هو: هل سيستطيع لامبارد العودة إلى القمة والتألق مجددًا؟ الإجابة تتوقف على العديد من العوامل، أهمها قدرته على التعلم من أخطائه السابقة وتحسين أدائه الفني والإداري يجب أن يكون لامبارد قادرًا على بناء فريق متماسك يملك القدرة على المنافسة في دوري صعب، وأن يظهر شخصية قوية في مواجهة الأزمات الأمر الآخر الذي سيكون محوريًا هو إدارة علاقاته مع اللاعبين. لامبارد كان معروفًا بتواصله الجيد مع لاعبيه عندما كان لاعبًا، ولكن عليه الآن أن يثبت نفس الأمر كمدرب، ويتعامل مع تنوع الشخصيات والطبائع في عالم التدريب إذا نجح لامبارد في تطوير نفسه في هذه الجوانب، فمن الممكن أن يستعيد بريقه ويحقق النجاح المنتظر.
عودة فرانك لامبارد إلى عالم التدريب هي فرصة جديدة له لتأكيد قدراته كمدرب واستعادة المكانة التي طالما تمتع بها كلاعب لكن مع هذه الفرصة تأتي تحديات كبيرة لامبارد يجب أن يكون أكثر نضجًا، وأن يكون مستعدًا للتعامل مع ضغوط النتائج والنقد الإعلامي من خلال تحسين تكتيكاته، وإدارة اللاعبين بشكل فعال، والتعلم من التجارب السابقة، يمكن لامبارد أن يعود إلى القمة، أو على الأقل يترك بصمة واضحة في مسيرته التدريبية، تمامًا كما فعل في مسيرته كلاعب.